-
مناشدات وحملات عديدة.. من ينقذ مخيم الركبان من جحيم العيش والعطش وقلة الأدوية والغذاء؟
-
أربع عائلات تغادر إلى حمص دون ضمانات أمنية بخصوص سلامتهم
يعاني نحو عشرة آلاف شخص في مخيم الركبان عند المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي من ندرة المياه، بعد أن خفضت منظمة "يونيسيف" من كميات المياه التي يجري ضخها؛ ما زاد من معاناة النازحين هناك في ظل اشتداد درجات الحرارة في تلك المنطقة الصحراوية التي تتجاوز درجات الحرارة فيها 45 درجة مئوية.
وكانت المياه تصل إلى المخيم عن طريق بئر بدعم من يونيسيف، يقع داخل الأراضي الأردنية على بعد 13 كيلومتراً من المخيم مجهزاً بمحطة تحليل، لكن ومع بداية فصل الصيف للعام الحالي 2022 بدأت المنظمة تخفيض كميات المياه التي يجري ضخها، علماً بأن كميات المياه التي كانت تصل للمخيم تغطي فقط 70 في المئة من احتياجات النازحين هناك.
حصار خانق
ويقع مخيم الركبان في منطقة صحراوية ضمن نطاق منطقة "التهدئة" التي تمتد لمسافة 55 كيلومتراً. وقد تم إنشاؤه في عام 2014 ليسكنه نازحون معظمهم من المحافظات الشرقية وحمص ومدينة تدمر، الذين نزحوا خلال المعارك بين قوات متعددة مع تنظيم داعش، ويعاني المخيم من حصار خانق يفرضه النظام السوري والقوات الروسية الداعمة له، وذلك منذ سنوات عدة، كان آخرها منذ فبراير/ شباط 2019.
اقرأ المزيد: مخيم الركبان بين حصار النظام السوري ونسيان المعارضة والمنظمات الدولية
وتشير مصادر محلية أنه حتى شهر مايو الماضي كانت كمية المياه التي تصل إلى المخيم تقدّر بـ700 متر مكعّب يومياً، لكن هذه الكمية انخفضت إلى 300 وأحياناً إلى 150 متراً مكعباً بعد ذلك، وبات العطش يمثّل خطراً حقيقياً لسكان المخيم الواقع في إحدى أكثر المناطق ارتفاعاً في درجات الحرارة في سوريا.
وشوهد عدة مرات سكان المخيم يقفون في طوابير للحصول على الماء، والأطفال يقطعون مسافات لإيصال 10 ليترات من الماء إلى بيوتهم. وقد يضطر الأطفال أو النساء في بعض الأحيان إلى الذهاب والعودة عدة مرات لملء خزاناتهم.
وسبق أن صرّح أبو أحمد الدرباس الخالدي، رئيس المجلس المحلي في المخيم، إلى أن تناقص الإمدادات الغذائية لا يترك لسكان الركبان خياراً سوى الرحيل. كما يتوقف المخبز الوحيد في المخيم عن إنتاج الخبز في كثير من الأحيان، وأصبح سعر الطحين مرتفعاً جداً إذا ما وُجد، بسبب ندرته، ولا سيما بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
الأردن يغلق حدوده
تسبب إغلاق حدود المملكة الأردنية في وجه النازحين وتعمُد النظام السوري حصار المخيم لإرضاخ النازحين وإجبارهم على العودة لمناطق سيطرته وسحب أبنائهم إلى التجنيد والقتال مع قواته.
وفي شهر يوليو/ تموز الماضي، سمحت السلطات الأردنية بدخول مساعدات غذائية إلى مخيم الركبان عبر حدودها للمرة الأولى منذ سنوات، حسب ما كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد في حينها إن نشطاء رصدوا دخول المساعدات التي نقلت إلى المخيم عبر مدخل "طه" المخصص لدعم قوات التحالف الدولي في قاعدة التنف.
وأضاف أن سكان المخيم كانوا يحصلون على المواد الغذائية والأدوية عن طريق التهريب، والتي تباع لهم بأسعار مرتفعة.
وكانت الخارجية الأردنية قد أعلنت، في أبريل 2020، أنها لن تسمح بدخول أي مساعدات إلى سكان مخيم الركبان في الصحراء السورية تحسباً لفيروس كورونا المستجد.
وأوضحت في بيان، آنذاك، أن "تجمع الركبان للنازحين السوريين هو مسؤولية أممية سورية حيث إنه تجمع لمواطنين سوريين على أرض سورية وأن أي مساعدات إنسانية أو طبية يحتاجها المخيم يجب أن تأتي من الداخل السوري".
ومنذ مارس/ آذار 2020، أغلق الأردن النقطة الطبية الوحيدة التي كانت تقدم الإسعافات الأولية وتستقبل حالات الولادة الحرجة من المخيم، وأغلق الحدود ضمن إجراءاته للحد من انتشار فيروس "كورونا المستجد".
مناشدات
خلال السنوات الماضية، أطلق النشطاء السوريون عدة حملات على مواقع التواصل الاجتماعي، كان آخرها حملة تفاعلية حملت وسم "أنقذوا مخيم الركبان"، في محاولة لتسليط الضوء على المعاناة التي يعيشها سكان مخيم الركبان وتوجيه أنظار المجتمع الدولي لتقديم المساعدات اللازمة من غذاء ومياه، عبر نشر الصور التي تبين الأحوال المعيشية الصعبة التي يمر بها قاطنو المخيم في ظل الحصار المفروض من قبل النظام والميليشيات الإيرانية، ومحاربة القوات الروسية لدخول أي مساعدات دون أن تمرّ على النظام في دمشق.
اقرأ أيضا: ناشطون يتضامنون مع مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية
التحالف الدولي
وكان وفد من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الجمعة الفائت، زار مخيم الركبان، وقالت مصادر محلية، إن وفد التحالف الدولي ومقرّه ثكنة التنف على الحدود السورية العراقية دخل إلى نقطة الشام الطبية.
وأضافت المصادر، أن "الوفد لم يلتق مع أي من سكان المخيم خلال الزيارة" علماً أن هذه أول زيارة من نوعها لقوات التحالف منذ 2014 عندما تم إنشاء المخيم.
وتعهد الوفد بتقديم الدعم للنقطة الطبية خلال الأيام القليلة المقبلة، دون تحديد نوع أو تاريخ الدعم، كما قام الوفد بجولة استكشافية في أطراف المخيم قبل مغادرته باتجاه ثكنة التنف، حسب ما نقله ناشطون في المخيم.
اقرأ المزيد: ثلاث عائلات تغادر مخيم "الركبان" إلى مناطق سيطرة النظام
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأحد، إن "4 عائلات من مخيم الركبان، عادت باتجاه مدينة حمص ضمن مناطق سيطرة النظام السوري دون وجود أي ضمانات أمنية بخصوص سلامتهم".
وبحسب نشطاء المرصد السوري، فإن العائلات المغادرة، هما عائلتان من مدينة القريتين بريف حمص الشرقي، وعائلة من عشيرة “العمور” وعائلة من عشيرة “النعيم”.
وبذلك يرتفع تعداد العوائل الذين خرجوا من مخيم الركبان المنسي إلى 26 عائلة، منذ مطلع شهر آب الجاري، على 10 دفعات، ويقدر عددهم بالعشرات.
ليفانت - خاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
لن نسمح بوجود الارهاب على...
- December 30, 2024
لن نسمح بوجود الإرهاب على حدودنا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!